رغم مرور أكثر من 3 سنوات على الجائحة، ما زال أصل وفصل فيروس كورونا قضية جدلية، رغم النظريات الكثيرة التي تحدثت عن انتقاله من سوق ووهان للأسماك أو تسربه من مختبر للأبحاث في ذات المدينة الصينية.
في جديد القضية كشف أحد المبلغين عن مخالفات وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) الكونغرس الأميركي أن الوكالة قدمت رشى لمحلليها ليقولوا إن فيروس كورونا لم ينشأ في مختبر ووهان.
ووفقاً لضابط مخضرم ورفيع المستوى في الوكالة عمدت وكالة المخابرات المركزية على تعيين سبعة ضباط في فريق تحقيق بشأن أصل الفيروس، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
دفع رشى
في نهاية التحقيق، اعتقد ستة من السبعة أن المخابرات أشارت إلى تقييم "منخفض الثقة" بأن فيروس كورونا نشأ في مختبر في ووهان بالصين.
إلا أن العضو السابع، وهو الأكبر في الفريق، اعتقد أن الفيروس تطور بشكل طبيعي في المختبر.
في المقابل منح الستة الآخرون بعد ذلك "حافزاً مالياً كبيراً لتغيير موقفهم"، وفقاً للمبلغ عن المخالفات.
لكن الوكالة نفت نفياً قاطعاً تورطها في أي رشى، مؤكدة أنها ستحقق في المزاعم، وذلك على لسان تامي كوبرمان ثورب، مدير الشؤون العامة.
الكونغرس يفتح تحقيقاً
وكتب عضوا الكونغرس الجمهوريان مايك تورنر وبراد وينستروب، وكلاهما من ولاية أوهايو، اللذان يقودان لجنتي المخابرات وكوفيد على التوالي، رسالة إلى مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز يوم الثلاثاء يطالبان فيها بجميع الوثائق المتعلقة بهذا الشأن.
في حين حدد المشرعون يوم 26 سبتمبر/أيلول الجاري، موعداً نهائياً لوكالة المخابرات المركزية لتسليم جميع السجلات المتعلقة بفريق اكتشاف كوفيد وجميع الاتصالات مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية والطاقة حول هذا الموضوع.
وخلصت وزارة الطاقة، التي تشرف على مختبرات الأبحاث البيولوجية في الولايات المتحدة، بـ "ثقة منخفضة" في فبراير/شباط من هذا العام إلى أن الفيروس جاء على الأرجح من مختبر في ووهان.
كما خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الأمر نفسه بـ "ثقة معتدلة".
وخلصت خمس هيئات استخباراتية أخرى إلى أن الانتقال الطبيعي، وهي نظرية انتقال الفيروس من حيوان إلى البشر، هو الأكثر احتمالاً.
وكان مكتب مدير المخابرات الوطنية قد أصدر تقريراً رفعت عنه السرية في يونيو/حزيران يعرض نتائجه غير الحاسمة.
فرضية المختبر الأكثر ترجيحاً
وقال التقرير إن جميع الوكالات تواصل تقييم أن الأصل الطبيعي والمختبري يظل فرضيات معقولة لتفسير أول إصابة بشرية.
وحتى هذا الشهر، توفي حوالي سبعة ملايين شخص منذ أن انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم بداية من عام 2020.
يذكر أن المسؤولين الأميركيين ظلوا محبطين من عرقلة الصين لجهودهم للوصول إلى أصل الفيروس.
والآن قد لا يستنتجون بشكل قاطع أين بدأ كل شيء، وقال مسؤولون أميركيون إن السلطات في الصين دمرت بعض عينات الفيروس واستخدمت عينات أخرى في الأبحاث.