في تطور يعد الأول من نوعه، أعلنت شركة Skytells الأمريكية، عن تقنية جديدة تتيح العودة بالزمن واستحضار شخصيات تاريخية بشكل لم يسبق له مثيل. التقنية التي أطلق عليها اسم "DeepBrain"، تمكنت من إعادة إحياء عالمة الفيزياء الشهيرة ماري كوري، التي توفيت عام 1934، ودمجها في مشاهد واقعية مع شخصيات من العصر الحديث.
التجربة الأولى للنظام أظهرت ماري كوري وهي تجلس بجانب د. حازم علي، الباحث والرئيس التنفيذي للشركة، حيث يظهران معًا وهما يقرآن كتابًا في مشهد يبدو وكأنه تم تصويره في عام 1890. ما يثير الدهشة أن هذا الفيديو يظهر بدقة وواقعية لم يسبق لها مثيل، مما يجعل من الصعب التصديق بأن هذا المقطع ليس إلا نتاجًا للذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يعيد كتابة التاريخ
تقوم التقنية الجديدة على خوارزمية معقدة طورتها "سكاي تيلز" لبناء بيانات اصطناعية تعتمد على معلومات كتابية بسيطة للغاية. هذه الخوارزمية تقوم بخلق صور تنبؤية للشخصيات التاريخية، ثم تطابق هذه الصور مع البيانات المتاحة لتوليد إطارات (Frames) شديدة الواقعية. من خلال هذه الطريقة، يتمكن النظام من بناء قاعدة بيانات مصطنعة يستخدمها لاحقًا لإنتاج فيديوهات وصور تجمع بين عناصر من الماضي والحاضر بدقة مذهلة.ا
لصورة
( الفيديو
وصرح د. حازم عن هذه الخاصية عبر بيان عام نشره على صفحته الرسمية على فيس بوك، مؤكدًا أن النظام يتفوق على جميع النماذج السابقة مثل "Stable Diffusion" من حيث الدقة والواقعية.
وأضاف أن الأجهزة المزودة بوحدات معالجة رسومات (GPUs) من طراز T4 قد لا تكون قادرة على تشغيل النظام بسلاسة، مشيرًا إلى أن "DeepBrain" يعتمد حاليًا على خوادم شركة Skytellsالمزودة بمعالجات NVIDIA H100، والتي تم إعدادها خصيصًا لتشغيل هذا النظام المتقدم.
فجر جديد للتكنولوجيا الأمريكية والمصرية
يعد هذا الإنجاز نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، ويضع Skytells في طليعة الشركات الرائدة في هذا المجال. ومع وجود فرع للشركة في مصر، فإن هذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز التعاون التكنولوجي بين الولايات المتحدة ومصر، ويدعم مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا المتقدمة.
وفي خطوة إضافية تعزز من مكانة الشركة، نجحت "سكاي تيلز" هذا العام في جذب استثمارات تقارب 5 مليون دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه الاستثمارات من شأنها دعم تطوير المزيد من الابتكارات التكنولوجية وتحقيق رؤية الشركة في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
التقنية الجديدة ليست مجرد تجربة نظرية، بل هي متاحة حاليًا للتجربة في الإصدار التجريبي لتطبيق "Avagen"، الذي طورته "سكاي تيلز". يمثل هذا الحدث خطوة كبيرة نحو مستقبل يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يعيد إحياء التاريخ بطرق لم نكن نتخيلها.
التحديات المستقبلية والإمكانات
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته هذه التقنية، هناك العديد من التحديات التي تواجهها، خاصة فيما يتعلق بالقوة الحاسوبية المطلوبة لتشغيلها بشكل فعال. إلا أن "سكاي تيلز" تبدو مستعدة لتجاوز هذه العقبات وتطوير النظام ليصبح أكثر كفاءة وأقل اعتمادًا على الأجهزة المتطورة.
إن هذه التقنية ليست مجرد إنجاز تقني، بل هي خطوة نحو فهم جديد لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لإثراء حياتنا وربطنا بالماضي بطرق لم تكن ممكنة من قبل. ومن المؤكد أن هذا الابتكار سيثير اهتمامًا كبيرًا على مستوى العالم وسيكون له تأثير كبير على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
شركة Skytellsوالبحث العلمي
إلى جانب التطويرات التكنولوجية، تتمتع "سكاي تيلز" بسجل حافل في مجال البحث العلمي، حيث تشارك بفعالية في العديد من المبادرات والمؤتمرات العلمية الدولية. واحدة من أبرز مساهمات الشركة هي شراكتها مع المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة. من خلال هذه الشراكة، تعمل "سكاي تيلز" على تطوير تطبيقات مبتكرة للذكاء الاصطناعي في مجال الطب الحيوي، مما يسهم في تسريع عمليات البحث والتطوير الطبي وفتح آفاق جديدة للعلاج الشخصي والطب الدقيق. حيث كان للشركة دور فعال وملحوظ اثناء جائحة كورونا.
هذه المساهمات تؤكد التزام "سكاي تيلز" بتطبيق تكنولوجياتها في خدمة المجتمع وتحقيق تقدم ملموس في مجالات متعددة، بدءًا من الطب وصولًا إلى التعليم والترفيه. إن تعاونها المستمر مع منظمات علمية مثل NIH يعزز من مكانتها كشركة رائدة ليس فقط في التكنولوجيا، ولكن أيضًا في الابتكار العلمي الذي يخدم الإنسانية.
الخلاصة
بهذا الإنجاز، تثبت "سكاي تيلز" أنها قادرة على تحقيق الريادة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا من خلال فرعها في مصر واستثماراتها من الإمارات. ونحن بانتظار ما ستقدمه الشركة في المستقبل من ابتكارات تسهم في دفع حدود ما هو ممكن في عالم الذكاء الاصطناعي.
