في فيلم وثائقي حديث بعنوان "الفايد: مفترس في هارودز" من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وجهت اتهامات خطيرة ضد الملياردير المصري الراحل محمد الفايد، المالك السابق لمتجر "هارودز" الشهير في لندن. اتهمت أكثر من 20 امرأة الفايد بالتحرش الجنسي، فيما صرحت خمس منهن بتعرضهن للاغتصاب أثناء عملهن في المتجر.
تأتي هذه الادعاءات في سياق اتهامات سابقة ضد الفايد، والتي كانت قد ظهرت منذ التسعينيات، حيث أشارت تقارير إعلامية مثل مقال "فانيتي فير" لعام 1995 إلى ممارسات غير لائقة تشمل فحوصات طبية مهينة فرضت على الموظفات. حاول الفايد حينها الدفاع عن نفسه عبر رفع دعوى تشهير، لكنه تراجع عنها لاحقًا. وعلى الرغم من التحقيقات في عدة قضايا تتعلق بالاعتداء الجنسي، بما في ذلك ادعاءات بشأن قاصر وامرأة بعد مقابلة عمل، لم تُوجه أي اتهامات رسمية ضد الفايد.
يكشف الفيلم الوثائقي عن بيئة مليئة بالخوف والترهيب في "هارودز" خلال فترة إدارة الفايد. تعرضت النساء للتهديد، وكانت هواتفهن وكاميرات المتجر تحت المراقبة. أوضح موظفون سابقون أنهم شعروا بالعجز عن إيقاف ما يحدث، حيث شهدوا الاعتداءات المتكررة على زميلاتهم.
المالكون الحاليون لـ "هارودز"، الذي تم بيعه لصندوق استثماري تديره قطر مقابل 2 مليار دولار في عام 2010، قدموا اعتذارًا عن تقصير الشركة في حماية الموظفات. وأكدوا أن المتجر اليوم يختلف تمامًا، ويضع رفاهية الموظفين على رأس أولوياته. في العام الماضي، بدأت الشركة في تسوية المطالبات المقدمة من النساء اللواتي تعرضن للإساءة خلال فترة إدارة الفايد.
تظل هذه الاتهامات جزءًا من إرث محمد الفايد المثير للجدل، الذي جمع ثروة هائلة عبر أعماله التجارية في بريطانيا وخارجها.