كتب: خالد البسيوني
في كل لقطة، وفي كل لحظة مونتاج تتناغم مع إيقاع الموسيقى، ينبض عالم المخرج شادي العليمي بالحياة، هو عالم مليء بالألوان والحركة والصوت، حيث تتحول الأفكار المجردة إلى صور تنبض بالحياة، تروي قصصًا مؤثرة تدخل القلوب.
شادي العليمي، لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، فقد بدأ بشغف صغير تطور مع مرور الوقت ليصبح حلمًا كبيرًا وعملاً هامًا في عالم الإخراج، كما واجه عدة تحديات، كان أبرزها البحث عن قصص تستحق السرد، ولكن إصراره وعزيمته مكّناه من تجاوز الصعاب وتأسيس شركته الخاصة "العليمي بروداكشن"، ومنذ ذلك الحين، أثرى شادي الساحة الفنية بعدد من الأعمال التي رسخت في ذاكرة الجمهور.
عمل العليمي مع عدد من الفنانين البارزين في مجال الكليبات الغنائية وشارك في اخراج بعض من الاعمال الفنية التي تميز بها شادي العليمي بتقديم قصص بصرية متكاملة تخدم مضمون الأغنية وتنسجم مع أجوائها، فقد تعاون مع العديد من الفنانين، منهم حسين السلمان في كليب "كفو" و"أردني"، وسيف الصفدي في اغنية"وين وعودك"، حيث أظهر من خلال إخراجه القدرة على دمج القصة المصورة مع روح الأغنية، ليعزز من تأثيرها ويضيف لها بعدًا دراميًا يتفاعل معه الجمهور، كذلك تعاون مع الفنان زياد الخطيب في كليب "فلسطيني"، وحسين عطعوط في كليب "أعزل"، مقدمًا رؤية فنية تترجم مشاعر الأغاني إلى لقطات بصرية متناغمة.
ومن الأعمال التي أضافت لرصيده المهني برنامج "إعمار الأرض"، الذي يُعرض على منصة "شاهد" وقنوات "السعودية الأولى" وMBC، حيث تم تصوير ومونتاج الموسمين في شركته داخل الأردن مع تصوير عدة مشاهد من تونس والمغرب والسعودية وعدة دول أخرى، بالإضافة إلى عمله كمدير إضاءة وتصوير في برنامج "أردنا جنة"، الذي استهدف الترويج للسياحة في الأردن عام 2019، الذي اظهر جماليات الوطن الحبيب للأماكن السياحية ويركز على إبراز المعالم الطبيعية والتراثية للأردن، مما ساهم في تقديم صورة شاملة تعكس تنوع وثراء المناظر الطبيعية والتراثية للأردن .
يُعد العليمي من الأسماء الرائدة في فنون الإخراج الإعلاني، حيث يُقدّم تجربة بصرية مبتكرة تُواكب التطور الحديث وتُلبي ذوق المشاهد الصعب، بأسلوبه الذكي والمشوق، لا يعتمد العليمي على الإبهار البصري فقط، بل يُتقن فن توجيه الرسالة بعمق وحرفية، في كل إعلان، تجد أن التفاصيل تروي قصة تتسلسل بذكاء، تجعل المتلقي يعيش التجربة وكأنها جزء من حياته اليومية بأسلوبه، إذ يبتعد عن الأسلوب الدعائي التقليدي، ينجح العليمي في تحويل الإعلان من مجرد تسويق إلى حوار فكري وفني مع الجمهور، مما يُبقي الرسالة حاضرة في ذهن المشاهد، ويحقق التواصل بين العلامة التجارية والجمهور بطريقة مُلهِمة ومؤثرة.
من أبرز أعماله الدعائية:
- استلهم العليمي من مقولة "الجزر يقوي النظر" ليصيغ رسالة تسلط الضوء على المحتوى التعليمي أن التغذية وحدها ليست كافية، بل يجب تعزيزها بجهد والمتابعة مع الأساتذة، قدم العليمي هذا المفهوم بطريقة مبتكرة وجذابة، تجمع بين فوائد التغذية وأهمية التعليم، مما يحقق تأثيرًا كبيرًا على الوعي في هذا المجال.
- قام بتحويل مادة الرياضيات إلى تجربة تعليمية شيقة: برع المخرج شادي العليمي في تقديم تجربة ممتعة من خلال دعاية تجسدها ساحرة تبدأ من "صوبت كاز" في الجزء الأول، كحوار مثير يسلط الضوء على كيفية التغلب على صعوبات الدراسة بطريقة مرحة وقريبة إلى الطلاب، لايصال الرسالة بشكل ممتع مما يجعل التفاعل مع المادة أسهل وأكثر جذبًا وفي الجزء الثاني من الدعاية، أضاف العليمي عنصر التشويق والكوميديا عبر مشاهد طريفة تجسد نقل المعرفة من جيل إلى آخر ، حيث يظهر الساحرة معها طفلًا ويجعل في دعايته كل حدث مرتبط بجانب كوميدي ليعزز فهم الرساله والهدف مبتعداً عن الملل او الشكل التقليدي، هذا الإبداع جعل المادة التعليمية أكثر حيوية وتفاعلية للمتلقي.
قدم دعاية لمادة دراسية في الأحياء: وهو إعلان ترويجي لمادة طبية مستقبلية نتيجة دراسة الطالب، حيث قدم قصة مشوقة عن نسيان مقص في بطن مريض، مما أضفى طابعًا دراميًا وكوميدي بشكل واقعي على الرسالة، وجعل الإعلان جذابًا ومؤثرًا.
على الجانب الاخر من الدعايات والحملات الاعلامية قام بتنظيم وتقديم افكار مميزة ومبتكرة من ابرزها فكرة استعراض واستحضار شخصيات تاريخية تُمثل فترة زمنية قديمة انتقلت للعصر الحديث لتعلن عن افتتاح مركز تجاري أبدع من خلالها العليمي في تقديم شخصيات تاريخية مثل الوالي وزمردة وبهلول في سياق تشويقي للاعلان عن افتتاح مركز تجاري جديد وجذب انتباه الجمهور وعدد كبير من الزوار والعملاء، مما أضفى طابعًا من الأصالة والتشويق على الإعلان، وادى إلى زيادة الإقبال على شراء المنتجات والخدمات المقدمة داخل المركز التجاري كما قام بتنظيم عدد من العروض والفعاليات المتنوعة داخل المركز ادى إلى توفير بيئة تسوق ممتعه للعملاء من خلال حضور عدد من مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي والفنانين و المسابقات .
تمتلك شركة "العليمي برودكشن" فرعين في الأردن وتوفر جميع معدات التصوير، إلى جانب استوديوهات داخلية وخارجية وفريق عمل متكامل، مما يجعلها شركة متخصصة تقدم حلولًا متكاملة لصناعة الإنتاج.
في ختام هذا المشوار الفني الحافل، يبقى شادي العليمي أحد الأسماء البارزة في عالم الإخراج والإنتاج، بفضل نظرته الإبداعية المتجددة، استطاع أن يقدّم أعمالًا تتجاوز الإبهار البصري التقليدي لتلامس عمق المشاعر والعقول، من خلال كل مشروع جديد، يواصل العليمي رسم مسار فني مميز يجمع بين الإبداع والابتكار، ليصبح رمزًا للتميز في صناعة الفن والإعلانات، مع كل إنجاز يقدمه، يثبت أن الفن رسالة تتطلب رؤية طموحة، وعملًا جادًا، وقدرة على تحدي المألوف، مما يجعل تأثيره يمتد إلى أبعد من الشاشة، ليبقى في ذاكرة الجمهور طويلًا.
مرفق لكم بعض الروابط لأبرز الأعمال الفنية التي شارك بها العليمي: